موقع الحجاب من الشريعة:
رداءٌ وغطاء تستتر وراءه وبه المرأة المسلمة، بغرض الحفاظ على جسدها وشعرها من أعين كل عابث لا يقدر حرمة الجمال الذي لا يستحل سوى بكلمة الله ورسوله.
أدلة مشروعيته من القرآن:
يقول المولى جل في علاه: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
دليل مشروعيته من السنة:
وعن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول : لما نزلت هذه الآية "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" أخذن أُزُرَهن «نوع من الثياب» فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها. رواه البخاري.
المثير للجدل شكلا وموضوعا هذه الأيام، أن انتكاسة خطيرة أصابت بعض الأخوات المؤمنات ممن كن يرتدين الحجاب حيث قمن بخلعه، وقد بدا الأمر وكأنه ظاهرة تفشت كما النار في الهشيم، خلال السنوات الأخيرة.
خلع الحجاب كقضية خطيرة تتعلق بشئون المسلمين يرجع إلى عدة عوامل ودوافع لدى الشابة أو الفتاة أو أي سيدة مسلمة، يأتي على رأسها:
كيف أغلق الباب في وجه شيطاني؟:
لقد ضرب القرآن الكريم بيد من حديد، وأغلق منافذ الشيطان في وجهه، حينما أصدر بيانه وتفسيره الذي لا يدع معه مجالا للشك بفرضية الحجاب، بيانا لا شك فيه، ولا نقاش معه، حينما قال المولى جل في علاه في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"، إذ أن الشرع جعل المرأة كالجوهرة المكنونة لا يظهر منها إلا وجهها وكفها.
أما بالنسبة للأسباب التي يرددنها حول خلع الحجاب، فهي في أصلها شبهات تكفَّل الإسلام بالرد عليها وليست أسبابًا حقيقية، فهناك من تحجج بأن خلع الحجاب وسيلة لإظهار جمال المرأة، لكن هذا الرأي يتغافل حقيقة أن جمال المرأة الحقيقي يكمن في لباسها وعفتها وليس في التبرج والسفور.
كما أن تأثير الموضة والرغبة في التقليد سبب لانهيار شخصية الفرد وانعدامها، ولا يجب اعتبار النماذج السيئة من المحجبات أنها فقط النماذج الموجودة، بل يجب توجيه الأنظار إلى المحجبات الملتزمات بتعاليم الدين وشروط الحجاب ولفت الانتباه إلى الناجحات والمتفوقات منهن في العديد من المجالات.
الله –جل في علاه- حينما كتب الحجاب على إمائه، لم يكن يستهدف تقييد حريتها وكبت مشاعرها، والإسلام بكل أريحية يتعامل مع المرأة كقطعة من الماس يجب أن تصان وتوضع فوق الرؤوس، فكيف ندعو بعد ذلك لخلع الحجاب من أجل هذه الإدعاءات الباطلة، وكأن الحجاب يتنافى مع المقومات الطبيعية لكل امرأة.